عصوم : كمل و من بعد نفسرها ليك 
أنا : و من أهم أركان الوسيلة الناجعة هو قضاء الليلة الموعودة داخل 
غار الهمدج المخترق لجبل مينانت المطل على منطقة غردوم و ذلك عبر 
ثلاث مراحل مجزءة أولها أن يكون المرافق يلبي الشرط المذكور سابقا 
لتوفير قربان الجزء الأول مع التحصين بجدول يتم تجهيزه من طرف 
يأتمر بأمره خدام الإنس و الجن

فهاذ اللحظة شفت فسيدي عصوم لي كان مسند ظهرو للحيط.. 
شاف فيا بدوره و رجعت نكمل..

أنا : و يجب على المستأذن في تلك الليلة عدم تناول البر و الشعير و كذلك 
الحليب و مشتقاتهم لما تفرزه مكوناتها من ذبذبات و إشارات تظهر درجة 
الخوف لديه لحارس الغار

فهاذ اللحظة خرج المش من الغرفة و جا لعند سيدي عصوم لي بدا 
كا يدلك ليه ظهرو بيديه..

أنا : بعد إنتهاء الجزء الأول من الليل يغادر رفيق المستأذن تاركا إياه 
بمفرده و يفضل الإستلقاء و عدم مقاومة النوم لأن ذلك يدخل ضمن 
قائمة مسببات الخوف

فهاذ اللحظة دق شي حد الباب..

عصوم : دخل

دخل الطالب لي ستقبلني..

الطالب : واحد المرا لي جات كا تسول فيك أسيدي عصوم
عصوم : أش بغات ؟
الطالب : بغات القب..
عصوم : "قاطعو" صافي.. سير كول ليها تدخل

مشى الطالب دخل للغرفة هو الأول و جاب كرسي صغير حطو وسط المقر 
ومقابل مع سيدي عصوم عاد مشى و سد الباب..

عصوم : سد الكتاب باراكا عليك و ديه حطو بلاصتو و سير كلس فبيت 
الضيافة حتى نعاود نسيفط ليك الطالب

نط ديت الكتاب لبلاصتو فالغرفة و خرجت.. لكن.. عاود عكلني المش 
وشويا كنت غا نطيح.. شفت فسيدي عصوم لقيتو كا يوجد القلم و الصمغ 
و دار يديه باش يجبد طرف ديال الجلد من فوق جذع الشجرة..

تلفت سيدي عصوم جهتي و أنا نحذر راسي و خرجت من المقر.. مشيت من 
الممر لي جيت منو حتى قربت غرفة الضيافة و هو يبان ليا الطالب جاي 
ومن وراه واحد المرا لي غطات وجهها بالحايك ملي شافتني..

دازو من حدايا أوقفت و استدرت لجهتهم.. وصلو للدخلة لي كا تدي لمقر 
سيدي عصوم و هي تلفت المرا لجهتي شافت فيا عاد كملات طريقها..

دخلت لبيت الضيافة و مشيت طليت على كيسي.. لقيتو كيما خليتو و خرجت 
من البيت مشيت طليت على المقصورة غير من الباب و لقيتها خاوية..
خرجت من الزاوية و درت على ليمن ديالي و بانت ليا واحد النخلة 
فالجهة لي مقابلة مع السور ديال الزاوية..

قصدتها و كلست تحتها سرحت رجليا وبديت كا نشوف المحيط ديال الدوار 
وفنفس الوقت كا نفكر فكلام سيدي عصوم لي كال فيه بلي كاين واحد 
الشرط لي خاصو يتوفر باش نقدر ندوز الجزء الأول من الليل فغار الهمدج بسلام..

طبعا الشرط غريب خصوصا ملي هو متعلق بوجود شخص زوهري 
رغم أنني مازال ما سولتوش أش من نوع بالضبط.. 
واش الزوهري بخط اليد الكفوف الواصل الموصول بالتمام و الكمال بوحدو 
كيف قريت فالكتاب لي وراني.. ولا خاصو يكون زوهري حتى فاللسان 
بالخط الممدود.. ولا زوهري حتى بالقرص المركز فالرأس..
ولا يكون شامل جميع العلامات.. طبعا كا يتسمى هاذ النوع "المحظوظ" 
حيت كا يمتاز بقدرات خارقة و كا يتصنف فالدرجة الأولى..

لكن كيف هو معلوم هو أن الزوهريين خصوصا الصبيان لي هوما صغر 
مني كا يتم اختطافهم و بتر أطراف منهم من طرف صيادي الكنوز 
ولي فغالب الأحيان كا يلجؤو لذبحهم و تقديم دمهم قرابين لحراس 
الكنوز من المردة و العفاريت باش يلسموهم الدفينة.. إذا..
أشنو علاقة غار الهمدج بالزوهريين ؟ و خاصة أني غادي باش ناخذ
 الإذن لقراءة كتاب "باب الكسبان لنيل ود الشيطان" ماشي غادي نجبد كنز..

لي خفت منو هو يكون الأمر كا يتطلب فعلا قربان كا يتكون من دم بشري
 لإتمام المهمة.. و هاذشي طبعا أنا ما غا نقبلوش حيت حب الإستكشاف 
والمغامرة عندي ما واصلش لهاذ الدرجة من الطغيان..

فهاذ اللحظة بان ليا الطالب خارج من الزاوية.. طل على ليمن و على 
ليمن وبعد على الباب.. 
شويا خرجات المرا لي تلاقيتها فالممر و دارت على ليسر وملي فاتت 
الباب هبطات الحايك على وجهها.. شفتها فيها مزيان.. ما غريباش عليا.. آاااه.. 
ما يمكنش.. شبهات ليا لمرت.. المقدم.. هي فعلا.. آش كادير هنا ؟

خاصني دابا نعرف ديك الكلمة لي كان كال الطالب لسيدي عصوم 
وما خلاهش يكملها ملي كاليه بلي جات.. " القب.."

نط و تمشيت شويا من وراها حتى فاتت السور ديال الزاوية و دارت 
على ليمن.. فهاذ اللحظة كا يعيط عليا الطالب..

الطالب : أيمن.. فين غادي ؟

تلفت لعند الطالب و مشيت لعندو..

أنا : غير كلت نتمشى شويا بيما يسالي سيدي عصوم
الطالب : صافي را كاليا نعيط ليك حيت مشات المرا لي دخلات لعندو كبيلا

دخل الطالب و تبعتو حتى وصلنا قدام بيت الضيافة و شديتو من كتفو و أنا مبتاسم..

أنا : سمح ليا بغيت نسولك

وقف الطالب و تلفت لعندي..

الطالب : تفضل أخويا أيمن
أنا : واش كا يجيو بزاف العيالات لعند سيدي عصوم ؟
الطالب : أييه.. أغلب لي كا يجيو لعند سيدي عصوم عيالات.. حيت هما لي
شاغلين نفوسهم و أوقاتهم بالمسائل الدنيوية
أنا : بحالاش ؟ زعما أش كا تقصد بالمسائل الدنيوية ؟
الطالب : المسائل الدنيوية كا تعني أي شيء دوني و لا يرقى للهدف لي تخلق 
على قبلو الإنسان.. و أكبر هذه الأشياء هي الدنيا نفسها لي حنا كا نعيشو 
حياتها.. 
لهذا سميت الحياة الدنيا لأنها حياتها هي و ليست حياتنا.. 
إذا حنا ما مخلوقينش من أجل هذه الحياة الدونية بل خلقنا من أجل 
حياة الآخرة..
 إلا أن الله سبحانه و تعالى و لحكمته البالغة التي لا يعلمها إلا هو جعل 
لينا ميزان تقاس به أقوالنا و أفعالنا.. 
فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية و من خفت موازينه فأمه هاوية.. 
و ما أدراك ما هي.. نار حامية

فهاذ اللحظة زعزعني هاذ الطالب واخا ما كبرش مني بزاف إلا أنه 
حافظ صواريه.. باين عليه ذكي داكشي لاش جعلو سيدي عصوم مساعد ديالو..

أنا : آاااه.. إذا..

يتبع

بانتظار تفاعلكم وتشجيعكم للكاتب

no_sidebar